الاثنين، 3 يناير 2011

هل يشير الإسلام بخلود الروح، وهل الإيمان بخلود الروح ضروري للإيمان بوجود الله ، أم العكس هو الصحيح؟

 

كل شيء في الإسلام ، من أصغر أصغره إلى أعظمه ، جماده ، وحيه، كل شيء ، ذو شكل هرمي ، له قمة، وله قاعدة . القمة تمثل الروح ، والقاعدة تمثل الجسد والاختلاف بين القاعدة والقمة اختلاف مقدار. القاعدة فانية متحركة في تطور مستمر، تطلب القمة والقمة ليست باقية على صورة واحدة ، ولكنها متحركة ، في تطور مستمر ، تطلب نقطة مركز الوجود ، وهي الله .. فالخالد في الإسلام ليس معناه الذي لا يتغير على الإطلاق ، وإنما هو الذي يتغير، أو قل ، يفنى ببطء أكثر من الفاني ، والفاني هو الذي يتغير بسرعة سريعة .. قال تعالى " كل من عليها فان ، ويبقى وجه ربك ، ذو الجلال ، والإكرام ".

فالإيمان بخلود الروح ، بهذه الصورة ضروري للإيمان بوجود الله ، لأن معرفته من أصول المعرفة ، فالإيمان به ، إذن ، من أصول العقيدة - والعبارة التي أوردتها ((أم العكس هو الصحيح؟)) تعني أن الإيمان بالله ضروري للإيمان بخلود الروح وهذا بالطبع أصح من أن يكون الإيمان بخلود الروح ضروريا للإيمان بوجود الله ، ولكن الإيمان بخلود الروح أسهل على المبتدئ من الإيمان بالله ، ولذلك فهو يكون سابقا للإيمان بالله، وهو إنما كان أسهل لأن الأحلام تعينه ، وليس للأحلام بالله تعلق .. فالكبار يستدلون بوجود الله على خلقه ، والصغار يستدلون بوجود خلق الله ، على وجود الله .. والقاعدة لكليهما قوله تعالى: (( سنريهم آياتنا في الآفاق ، وفي أنفسهم ، حتى يتبين لهم أنه الحق .. أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد؟))

 

هل يفصل السلام فصلا قاسيا بين الجسد والروح؟ إذا كانت الإجابة نعم ، كيف نفسر الفعل المتبادل بين الجسم والعقل ما هي النتائج الأخلاقية ، والتوحيدية ، المترتبة على هذا الفصل؟

الإسلام لا يفصل بين الأشياء الظاهرة ، المغايرة لبعضها البعض ، لأنه دين التوحيد للمظاهر المختلفة في كل واحد متناسق ، وعنده أن الاختلاف بين الجسد والروح ، هو الاختلاف الذي يكون بين القاعدة والقمة للشئ الواحد إنما هو اختلاف مقدار ، لا اختلاف نوع فالجسد روح في حالة من الاهتزاز تتأثر بها حواسنا والروح مادة في حالة من الاهتزاز لا تتأثر بها حواسنا ، وعمل العبادة ، في العابد ، هو أن يرفع ذبذبة جسده الغليظ ، من كونها بطيئة ، ثقيلة ، لتصبح سريعة ، خفيفة .. ويصبح ، بذلك ، الجسد روحانيا .. وتصير الظلمة نورا ، والجهل علماً ، والقيد حرية.

 كيف يبرر الإسلام الموت؟

الموت الحسي ليس ، في حقيقته ، كما نظنه نحن الآن ، وإنما هو ميلاد في حيز غير الحيز الذي نألفه نحن ، مثله ، في ذلك ، مثل ميلاد الطفل في عالمنا هذا ، حيث أنه يأتي من حيز عاش فيه مدة زمنية معينة، وألفه ، واطمأن إليه ، ولم يخطر بباله حيز غيره ، ولو خير لكره الخروج عنه إلى عالمنا هذا كما يكره أحدنا أن يموت الآن .. نحن  أيضا عندما نموت سنجد أنفسنا في عالم خير من عالمنا هذا .. بعض الفقهاء ( و ليس كلهم ) و الباحثون يعتقدون جازمين بأن الموت بمعنى الفناء غير موجود.. فبالموت يغير الحي قشرته فقط . يخرج من صدفته التي ظلت تكنه ردحا من الزمن وهو يكره مفارقتها لجهله بخير منها فالإنسان لا يموت ، وإنما يتخلص من القوقعة كما يتخلص أحدنا من الملابس البالية .. وتبرير الإسلام للموت أنه سير إلى الله . سير من البعد إلى القرب  وهذا لجميع الناس .. " يأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا، فملاقيه" ومن ملاقاة الله الموت ، لأن به رفع الحجاب " لقد كنت في غفلة من هذا، فكشفنا عنك غطاءك، فبصرك، اليوم، حديد" .

 

العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق