الاثنين، 3 يناير 2011

تجربة ليزا في الإقتراب من الموت


" تجربتي في الإقتراب من الموت حدثت عندما كنت في الخامسة من عمري، في روسيا حيث ولدت ونشأت، وكنت حينها في رحلة إلى البحر الأسود في أحد أيام الإجازة مع أمي وجدي وجدتي .في ذلك اليوم نزلنا كلنا إلى الشاطئ، كان البحر هائجا، وكانت أمي تقف داخل البحر بالقرب من الشاطئ ممسكة بيدي. كنت أشعر بالأمان والطمأنينة، بالرغم من أن الموج كان عاتيا ولكني وأنا في تلك السن الصغيرة رأيته ممتعا ومثيرا حيث كانت الأمواج تضربنا أنا وأمي موجة بعد الأخري. وفى لحظة معينة أتت موجة كبيرة فقدت أمي توازنها خلالها وانحلت قبضتها لي وسحبتني الموجة العاتية معها. أحسست بالخوف من الموت، كان جسمي يقاوم بصورة غريزية الموت الذي يهددني. أمسكت بأنفاسي وقاومت لأجد شيئا أمسكه ويداي تقبضان بشكل يائس في الماء. فقط الماء لا غير.. فقدت السيطرة تماما على جسدي، وعندما أدركت أنه لا فائدة من المقاومة ولا شئ أمسك به إستسلمت بكل يأسف و أسف و حزن. توقفت أنفاسي ، توقفت محاولاتي لإنقاذ نفسي، لم أعد أقاوم لأجل الحياة، وقلت فليحدث ما يحدث. شعرت بعد ذلك بإحساس من السلام لم أشعر به مطلقا في حياتي. أحسست فجأة بأنني في أمان كامل، و وكأن شئا يحتويني ويحميني لا أستطيع وصفه غير أنه الحب الكامل التام من غير أي قيود. هذا الحب هو كل ما  كان من حولي..

تلاشي إحساسي بالخوف والقلق، لا مقاومة لأي شئ وأحسست أني أصبحت شيئا آخر.. لم يكن هناك حدود أو قيود، أستطيع الذهاب لأي مكان أريده و أفعل كل ما أرغب فيه. إحساس بالحرية لا يمكن وصفه. وأدركت بصورة غريبة أن الشئ الذي نطلق عليه لفظ (الزمن) قد تلاشى للأبد.. وبعد ذلك سحبت بواسطة قوة مجهولة، وبدأت في الحركة بسرعة شديدة، أحسست أنها أسرع من الضوء، تجولت في مساحات هائلة أو تجولت " في العالم". لم يكن لدى إحساس بأن لدي جسد، فقط أتحرك بسرعة البرق في الظلام تجاه ضوء ساطع في البعد، وكلما إقتربت أحسست بالرغبة في أن أقترب منه أكثر وأكثر.

عندما وصلت إلى نقطة الضوء، وجدت نفسي في عالم النور، أي شئ في ذلك المكان مصنوع من النور، كان جميلا ولقب "الجنة" هو الصفة المناسبة التي يمكن أن أطلقها عليه، لم يكن لدى إحساس ديني، وعرفت أنه لا شئ يسمي ب"جهنم"، عرفت دون أن أعرف كيف ولماذا .. عرفت بأن هذا المكان هو ما سيذهب إليه الناس عندما يموتون،. في وسط ذلك النور وقف شخص بملامح ذكرية، كان الضوء ينعكس عليه وبه شحنة من الحب اللامتناهي، احتضنني ذلك الكائن أو ربما احتواني نوره فأحسست وكأـنه احتضنني!.

تذكرت فجأة هذا المكان. إنه منزلي، هذا المكان كان منزلي، وتساءلت كيف نسيت هذا، أحسست وكأني قمت برحلة طويلة إلى بلد غريب وأنني عدت في النهاية إلى منزلي، وأن ذلك الكائن هو الذي يعرفني أكثر من أي كان في هذا الوجود.

ذلك الكائن النوراني عرف كل شئ عني. عرف كل ما فكرت فيه وما قلته وما فعلته، وأراني حياتي الكاملة في لحظة قصيرة أشبه بالفلاش!.رأيت كل تفاصيل حياتي التي عشتها في الأرض وحياتي المقبلة إذا ما عدت إليها!.كانت كلها هناك في نفس الوقت، كل التفاصيل وكل الأسباب والعلاقات المؤثرة في حياتي الجيدة منها والسلبية التي تؤثر في حياتي وفى الآخرين، وكل مؤثرات حياة الآخرين عليّ، كل لحظة فكر أو إحساس كانت هنالك، لم يكن هناك شيئا مفقودا. وأستطيع أن أعرف أحاسيس وأفكار من كانوا من حولي. أصبحت وكأني هم و هم أنا . لم يقم ذلك الكائن النوراني بمحاسبتي على حياتي الماضية على الرغم من أني رأيت نواقصا كثيرة في هذه الحياة . لقد، أراني حياتي ببساطة بطريقة ما هي عليه الآن، أحببني بدون قيود مما أعطاني القوة التي أحتاج إليها لأرى كل شئ دون غطاء،. لا أذكر تفاصيل الأحداث التي عرضت علي لا في الماضي ولا في المستقبل، ولكننى بقيت أتذكر  الشئ الأكثر أهمية فيها.

أراني ذلك الكائن النوراني أن أهم شئ في الحياة التي نعيشها هو المحبة التي نحسها، والأعمال المحبة التي نؤديها، كلمات المحبة التي نلفظها ، ما نحمله في عقولنا من محبة . كل ما نفعله من قول أو فعل أو حتى فكر خال من المحبة مثله مثل السراب أو هو أشبه بالهباء المنثور . المحبة هي محور الحياة وهى الحقيقة الوحيدة. وكل شئ غيرها لا يكون مصيره إلا التلاشي.

ثم بعد ذلك أحسست وكأني في مكان آخر، لا أعلم كيف وصلت إلى هناك، ذهب الكائن النوراني الذي إستقبلني وكانت هناك كائنات أخري تحيط بي أو هم أناس أحسست أنني أعرفهم، كانت تلك الكائنات كالأسرة، أو أصدقاء قدامي، كانوا معي وسيظلون إلى الأبد في ذاكرتي.أستطيع أن أصفهم كأنهم عائلتي الروحية. الإلتقاء مع تلك الكائنات كأنه إعادة إتحاد مع أهم أناس في حياة الإنسان بعد فراق طويل ... كان هناك رغبة عاطفية كبيرة في أن نرى بعضنا البعض مرة أخرى. كما كان هناك إتصال تخاطري مع تلك الكائنات واحدا بعد الآخر. كنا نتحدث دون كلمات، مباشرة من العقل إلى العقل، أو من الروح إلى الروح. لم يكن لأحد فينا جسد، كنا مكونين من مادة أخرى كأنها مادة مركزة من النور، كنا وكأننا نقاط من النور في النور الذي كان يحيط بنا. كل شخص هناك يعرف ما في عقل الثاني، لم تكن هناك إمكانية أو حاجة إلى إخفاء شئ عن الآخر. هذا النوع من الإتصال كان يجعل سوء التفاهم مستحيلا، ويجعلنا قريبين إلى بعضنا البعض بصورة تصعب على الوصف. كنا أفرادا وفى نفس الوقت كنا شخصا واحدا تربطنا روابط من المحبة إلى  الأبد، وكنا إتحادا من النور في عالم من النور .

محبة تلك المخلوقات مسحت كل الظلام والألم الذي عشته  في حياتي بالأرض. الأرض بدت لي بعيدة جدا أو كأنها لم توجد أبدا. إجتمعت مع أسرتي الروحية برهة من الزمن أحسست وكأنها أبدية. لا يوجد إحساس "الزمن" المعتاد عليه في حياتنا هذه، ولا حتى فكرة "الفضاء" ومع ذلك كانت هناك أماكن عديدة للذهاب إليها وفترات من الزمن تمضي!، هو تناقض في التعريف، ولكن هذا ما أستطيع وصفه بالكلمات. فضاء حيث لا فضاء وزمن حيث لا زمن!.

وأذكر بعد ذلك أنني رأيت نفسي عائدة إلى الكائن الأول الذي رأيته في بداية رحلتي، وأخبرني أنه يجب علىّ العودة، قلت "لا، لن أفعل" هذا آخر شئ أفكر فيه " أن أعيش في الأرض المليئة بالظلام ، الألم، الحزن، القيود والحدود، إنها أشبه بسجن مخيف مقارنة بذلك المكان الرائع، ورفضت ببساطة أن أعود. أخبرني أن ذلك ليس "ميقاتي" وأن علي أن أعود لأفعل الشئ الذي قررت فعله بعد ذلك في حياتي بالأرض. ذكرني ذلك الكائن النوراني أن القصد من ذلك هو أن أتعلم أكثر عن الحب، العاطفة، وكيف أوظفهم في الأرض، وأن عملي هو مساعدة الناس في الأرض بأي طريقة أستطيعها. أخبرني أنني سأعود إلى عالم النور في زمن وجيز. "لا تنسي، في الحقيقة ليس هناك زمن، فقط الأبدية"  كما قال لي. أتذكر بعد ذلك أنني عدت، أحسست بجسدي، الموج رفعني مرة أخري إلى الساحل، كنت أحبو على الساحل وأتقيأ ماء البحر. وكطفلة صغيرة، نسيت تجربتي في الإقتراب من الموت تلك، ولم تعد إلى ذاكرتي إلا بعد مضي أعوام. ومع ذلك كانت غالبا ما تمنحني القوة على معايشة صعوبات حياتي وحياة الآخرين. وفى ممارستي لمهنتي لا أدخر وقتا ولا جهدا لمساعدة الآخرين وبكل السبل".

 

العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق